لحظة ندم!

موضوع: لحظة ندم! 2008-08-06, 6:57 pm

كتبت قصتها بيدها فقالت: مامن يوم يمر علي والا وابكي.. كل يوم يمر افكر فيه بالانتحار .. لم تعد حياتي تهمني ابد .. اتمنى الموت كل ساعة .. ليتني لم اولد ولم اعرف هذه الدنيا .. بدايتي كانت مع واحدة من صديقاتي.. دعتني ذات يوم الى بيتها.. وكانت من الذين يستخدمون الانترنت كثيرا.. وقد أثلرت في الرغبة لمعرفة هذا العالم ..لقد علمتني كيف يستخدم.. وكل شيئ تقريبا على مدار شهرين ..حيث بدأت أزورها كثيرا.. تعلمت منها " التشات" بكل اشكاله .. تعلمت منها كيفية التصفح والبحث عن المواقع الجديدة .. في خلال هذين الشهرين كنت في عراك مع زوجي كي يدخل الانترنت البيت ..وكان ضد تلك المسأله.. حتى اقنعته بانني اشعر بالملل..ونحن نسكن بعيدا عن اهلي ..تحججت بان كل صديقاتي يستخدمن الانترنت ..فلم لا استخدمه واحادثهن من خلاله فهو ارخص من الهاتف .. وافق زوجي.. وياليته لم يفعل.. اصبحت بشكل يومي احادث صديقاتي.. بعدها اصبح زوجي لايسمه مني أي شكوى ..

أعترف بأنه ارتاح كثيرا من ازعاجي..وشكواي..

كان كلما خرج من البيت اقبلت كالمجنونة على النت بشغف شديد.. اجلس الساعات الطوال..

بدأت أتمنى غيابه كثيرا.. انا احب زوجي .. وهو لم يقصر معي ..

حتى وحالته المادية ليست جيدة مقارنه باخواتي وصديقاتي.. إلا انه كان يبذل لإسعادي بأي طريقة ..

ومع مرور الايام وجدت النت ..يسعدني اكثر واكثر..اصبحت لااهتم حتى بالسفر الى اهلي .. وقد كنا كل اسبوعين نسافر لنرى اهلي واهلة ..

كان كلما دخل البيت فجأة ارتبكت فاطفئ كل شيء عندي بشكل جعله يستغرب فعلي.. لم يكن عنده شك .. بل كان يريد ان يرى ماذا افعل في الإنترنت ..ربما كان لديه فضول .. او هي الغيرة .. حيث رأى يوما محادثة صوتيه لم استطع اخفائها..

بعدها كان يعاتبني ويقول .. الانترنت مجال واسع للمعرفة وليس لاضاعة الوقت .. مرت الايام وانا ازداد بالشات فتنة ..

تركت مسألة تربية الابناء على الخادمة .. كنت اعرف متى يعود .. فأطفيء الجهاز.. قبل مجيئه..

ومع ذلك اهملت نفسي كثيرا.. كنت في السابق اكون في احسن شكل .. واجمل زينة عند عودته من العمل..

وبعد الانترنت.. بدأ هذا يتلاشى حتى اختفى كليا..

كنت مشغوفة بالانترنت .. لدرجة اني ذهبت خلسة بعد نومة .. وارجع خلسة قبل ان يصحو من النوم .. ربما ادرك لاحقا ان كل ما افعله في الانتلانت هي مضيعة للوقت.. ولكن كان يشفق علي من الوحدة .. وبعد الاهل.. وقد استغللت هذا احسن استغلال ..

كان منزعجا لإهمالي الأولاد.. وبخني كثيرا.. وكنت اتظاهر بالبكاء.. واقو لانت لاتعرف ماذا يدور في البيت .. في غيبتك .. فانا مهتمة فيهم حريصة عليهم .. لكنهم يتعبوني.. بإختصار اهملت كل شيء .. حتى زوجي .. كنت اهاتفه عشرات المرات وهو خارج المنزل .. فقط اريد سماع صوته .. والآن وبعد النت أصبح لايسمع صوتي مطلقا .. الافي حالة احتياج البيت لبعض الطلبات النادرة ..

تولدت لدى زوجي غيرة كبيرة من النت ...مر علي ستة اشهر على هذا الحال.. بنيت علاقات مع اسماء مستعارة لاأعرف ان كانت لرجل ام أنثى ...

كنت اتحاور مع كل من يحاورني عبر التشات .. حتى وانا اعرف ان الذي يحاورني رجل.. الا ان هناك شخصا واحدا هو الذي أقبلت عليه بشكل كبير .. أحببت حديثه ونكته ..كان مسليا.. بدات العلاقة تقوى بيننا مع الايام .. تكونت هذه العلاقة اليومية في خلال 3أشهر تقريبا .. كان يغمرني بكلامه المعسول .. وكلمات الحب والشوق .. ربما لم تكن كلماته جميلة الى هذه الدرجة .. لكن الشيطان جملها بعيني ..كانت محادثاتنا كلها كتابة ..عبر التشات ..

في يوم من الايام ..طلب سماع صوتي .. فرفضت ..أصر على طلبه ..هددني بتركي وأن يتجاهلني في التشات والايميل .. حاولت كثيرا مقاومة هذا الطلب .. ولم استطع .. لاادري لماذا؟ .. حتى قبلت مع بعض الشروط .. ان تكون مكالمة واحدة فقط.. استخدمنا برنامجا للمحادثة الصوتية .. رغم ان البرنامج ليس بالجيد.. ولكن كان صوته جميلا .. وكلامه عذب جدا..

قاللي: صوتك غير واضح بالنت ..اعطيني رقم هاتفك .. رفضت ذلك ..تعجبت من جرأته.. لم أجرؤ على مكالمته لمدة طويلة .. كنت اعلم والله ان الشيطان الرجيم كان يلازمني ويحسن صوته في نفسي ويصارع بقايا العفة والدين وما املك من اخلاق .. حتى اتى اليوم الذي كلمته من الهاتف .. ومن هنا بدأت حياتي بالانحراف .. لقد انجرفت كثيرا..

لن اطيل الكلام ..من يقرا قصتي .. يشعر بان زوجي مهمل في حقي.. او كثير الغياب عن البيت ..ولكن العكس هو الصحيح.. كان يخرج الى عمله .. ولايذهب الى اصدقائه كثيرا.. من اجلنا انا واولادي..

ومع مرور الايام وبعد اندماجي ..بالنت.. والتي كنت اقضي ما يقارب 8الى 12ساعة يوميا.. اصبحت اكره تواجده في البيت .. والومه على هذا كثيرا.. اشجعه بان يعمل في المساء حتى يخلص الديون المتراكمة والاقساط التي لاتنتهي .. وفعلا اخذ بكلامي.. ودخل شريكا مع احد اصدقائه في مشروع صغير .. بعد ذلك .. اصبح الوقت الذي اقضيع في الانترنت اكثر واكثر... رغم انزعاجه كثيرا من فاتورة الهاتف والتي تصل الى الالاف احيانا ..الا انه لم يقدر على صدي عن هذا ابدا..

بدأت علاقتي بصاحبي تتطور..اصبح يطلب رؤيتي.. لم اكن ابالي كثيرا او احاول قطع اتصالي به .. بل كنت فقط اعاتبه على طلبه .. وربما كنت اكثر منه شوقا الى رؤيته ..

لكني كنت اترفع عن ذلك ..لالشيء.. سوى انني خائفة ..

اصبح يلح يوما بعد يوم .. يريد فقط رؤيتي لااكثر..قبلت طلبه بشرط ان يكون اول واخر مرة نتقابل فيها.. تواعدنا ثم التقينا .. في احد الاسواق.. وكان الشيطان ثالثنا..

في الحقيقة من اول نظرة اعجبني .. بل زينه الشيطان في عيني .. لم يكن زوجي قبيحا .. لكن الشيطان زين لي الحرام .. افترقنا .. بدأ بعدها يقوي علاقته بي.. لم يكن يعرف انني متزوجة .. وام اولاد.. رآني بعدها مرارا .. عرف عني كل شيء.. جعلني اكره زوجي.. اقترح علي الطلاق من زوجي لأتزوجه ..بدأت اكره زوجي ..واتصنع معه المشاكل كل يوم ليطلقني..

لم يعد يتحمل زوجي هذه المشاكل التافهة .. وبدأ يكثر الغياب عن البيت ..حتى وقعت الكارثة ..

قال لي زوجي يوما: انه ذاهب في رحلة عمل لمدة خمسة ايام ..

عرض علي ان اذهب مع الاولاد الى اهلي .. احسست ان هذا هو الوقت المناسب .. رفضت الذهاب الى اهلي .. فوافق مضطرا وذهب مسافرا في يوم الجمعة .. وفي يوم الاحد كان الموعد.. اتفقت مع الشيطان ان اقابله في مكان باحد الاسواق.. ركبت معه سيارته ثم انطلق بي يجول الشوارع..اول مرة في حياتي اخرج مع رجل غريب.. كنت قلقة وكان يبدو عليه القلق اكثر مني ..

قلت له: لااريد ان يطول خروجي من المنزل .. اخشى ان يتصل زوجي او يحدث شيء.. قال لي: وإذا عرف زوجك!!

..ربما يطلقك وترتاحي منه .. لم يعجبني حديثه ونبرة صوته .. بدأ القلق يزداد عندي ..قلت له: يجب ان لاتبتعدكثيرا.. بدأ يشغلني باحاديث جانبية ..

وفجأة واذا بي في مكان لااعرفة ..مظلم وهي اشبه باستراحة او مزرعة ..وبدأت اصرخبه: ماهذا المكان؟ الى اين تاخذني؟؟

وماهي الاثواني معدودات ..واذا بالسيارة تقف ..ورجل ؟آ؟خر يفتح الباب ويخرجني بالقوة .. وثالث داخل الاستراحة ..ورابع رأيته جالسا..روائح غريبة تنبعث من المكان .. كان كل شيء ينزل علي كالصاعقة .. صرخت وبكيت..واستعطفهم .. اصبحت من شدة الرعب لاافهم ما يدور حولي ..شعرت بضربة كف على وجهي.. وصوت يصرخ علي .. فزلزلني زلزالا ..فقدت الوعي من شدة الخوف .. وقع ما وقع .. وصحوت بعدها من اغمائي ..تملكني رعب شديد.. جسمي يرتعش.. لم اتوقف عن اليبكاء.. ربطوا عيني .. وحملوني الى السيارة .. ورموني في مكان قريب من البيت .. ودخلت البيت مسرعة .. بقيت ابكي وابكي.. حتى جفت دموعي..اصبحت حبيسة غرفتي.. لم أر ابنائي .. ولم يدخل فمي لقمة .. كرهت نفسي.. حاولت الانتحار..ابنائي لم اعد اعرفهم ..او اشعر بوجودهم .. رجع زوجي نت السفر .. كانت حالتي سيئة لدرجة انه اخذني الى المستشفى بقوة .. اعطوني مهدئات ومقويات .. طلبت من زوجي ان ياخذني الى اهلي بسرعة .. كنت ابكي كثيرا.. واهلي لايعلمون شيئا.. يعتقدون ان هناك مشكلة بيني وبين زوجي.. حاول ابي ان يتفاهم مع زوجي.. ولم يصل معه الى نتيجة .. لأن زوجي أصلا لايعلم شيئا .. لااحد يعلم ماحل بي.. حتى ا ناهلي عرضوني على بعض القراء .. اعتقادا منهم انني مريضة .. باختصار ..انا لااستحق زوجي.. أبداا..

لذا طلبت منه الطلاق.. اكراما له والله .. فانا لااستحق ان اعيش بين الاشراف ابدا..

انا التي حفرت قبري بيدي .. وصديق التشات لم يكن سوى صائدا لفريسة من البنات اللواتي يستخدمن التشات ..

حزن لحالي زوجي.. بل ترك عمله اياما ليكون قريبا مني.. رفض ان يطلقني... كان المسكين يحبني.. تعب حتى يكون اسرة وبيتا ولايريد ان يهدمه .. كتمت سري في صدري .. وكل يوم يمر بي ازداد قهرا على قهري .. أي ذل اصابني من اولئك الانذال .. كيف اكون مزبلة لشراب الخمور ومتعاطي المخدرات ..يعبثون بجسدي كما شاءوا .. كم كنت غبية حمقاء .. كيف امضيت اشهرا في صرف عواطفي لمن لايستحق .. وها انا اكتب هذه القصة على فراش الموت والهزال.. بل لعله يكون فراش الموت ..
ل6ص2234

موضوع: رد: لحظة ندم! 2008-09-07, 9:19 am